أحمد الخطيب

التسويق ليس عملية إبداعية

عند الحديث عن التسويق يظن 90% من الناس أنه عملية إبداعية وجودها جيد وعدمه غير مضر، أستطيع أن أجزم أن هذا التفكير هو السبب الذي يجعل 5% من سكان الكرة الأرضية يتحكمون في 90% من الثروات فيها.

التسويق ليس عملية إبداعية وليس رفاهية غير ملزمة بل هو أساس أي عمل تجاري، إذا استطعت تفسير جملتي هذه بالشكل الصحيح فيمكنك عزيزي القارئ إغلاق مقالي هذا والانتقال لشيء آخر، ولكن إا كان الجواب لا فأكمل قراءة ما كتبت.

ما هو أو قسم توظفه في شركتك ؟

التشغيل ؟ لا
الموارد البشرية ؟ لا
المالية ؟ لا
القسم القانوني ؟ لا
التسويق ؟ نعم

لماذا ؟ ببساطة لأنه ولكي تخلق عملاً تجارياً ينمو نمواً غير خطي عليك أن تصنع ميزة تنافسية، ولكي تصنع ميزة تنافسية عليك أن تتعمق في السوق وتدرس سلسلة القمة للمنتج أو الخدمة أو أياً يكن ما تريد تقديمه لعميلك، هذه الدراسة ستمكنك من تحديد مواطن الضعف والنواقص في السوق وتحديد أكثرها إيلاماً للعملاء وتتخصص في حلها (التموضع) وتسخر كامل قدراتك للنمو والتوسع في دائرة تموضعك وهذا ما سيجهل من شركتك في المقدمة.

ماعلاقة ذلك بالتسويق ؟ حسناً سأجاوبك، ماذا نسمي عملية البحث والدراسة تلك ؟ دراسات وأبحاث السوق.
مهمة من ؟ ممتاز فريق التسويق.

إذاً فالتسويق ليس بالضرورة أن يكون عملية إبداعية في العديد من المراحل التي تقتضي العمل بطرق تقليدية كدراسة السوق وسلوك المستهلك وصناعة النظام التسويقي الأنسب وبناء الاستراتيجيات، كل هذه الخطوات تتطلب منهجيات واضحة ومناسبة ودقيقة لتنفيذها، ولكن بعد هذه المراحل يكمن السحر ويأتي دور الإبداع في صياغة الرسائل التسويقية المتنوعة وطرق الاستحواذ على العملاء وكسب ولائهم بل والحفاظ عليهم.

أعرف فلان الذي يمتلك شركة ناجحة دون توظيف فريق تسويق !

حسناً ليس بالضرورة أنه وظف فريق تسويق أن لا يكون قد قام بأي فعالية تسويقية ! فبمجرد أن تقول “أهلاً بالعالم، أنا موجود وهذه شركتي وهذه منتجاتي” فقد قمت بالتسويق بغض النظر عن قوة تسويقك أو ضعفه، فالتسويق هو ببساطة “الإشهار والإخبار” أي أن يعرف الناس بوجودك ووجود منتجاتك، لذلك جميع الشركات التي سمعت عنها في حياتك بأكملها “حتى من هم غير مقتنعون بأهمية التسويق” يقومون بأنشطة وفعاليات تسويقية بعلمٍ أو دون علم.

المختصر:

التسويق ليس رفاهية ولا عملية إبداعية بالكامل بل هو مسار ملزم يحدد مصير شركتك.