كيف نجحت في أن أفشل ؟
التجسيد الحقيقي لمقولة "الضرية اللي ما تقتلك تقويك"
١ رمضان ١٤٤٦ هـ
•
زيادة الأعمال

منذ متى والتأفف والسلبية والتذمر والاستسلام مع أولى الضربات من أطباع بني قومي ؟ في هذا المقال قررت اتكلم بشفافية عالية دون استحياء، لعل كلامي يأثر في ولو في شخص واحد ويكون دافع ومحفز له
شخصياً بدأت أول شركة لي بعمر 18 سنة. كنت متحمّس، عندي أفكار، وعندي طاقة، وحدثتني نفسي ان: ليه لا؟ سميتها "فيكتوريا كرييتف"، وكنت أقدم فيها كل شي يخص التسويق للمقاهي والمطاعم: تصوير، تصميم، إدارة حسابات. بس كان في شيء ناقص... شيء كبير.
كنت أشتغل لحالي. لا فريق، لا بروفايل احترافي، لا حسابات سوشال ميديا للشركة. وكنت أقدم باقات فيها خدمات كثيرة جدًا، بسعر بخس. ظناً مني إن السعر المغري بيجذب الناس، لكن... اللي صار؟ ولا عميل واحد تخطى عتبة الباب
مع الوقت فهمت إن السعر الرخيص يخوّف العميل، ويخلي الجودة محل شك. وإن غياب الإثباتات ( كالنماذج، أو الحسابات النشطة) يدفع الناس نحو التساؤل: "من هذا؟ وليه أدفع له؟"
سنة وبضعة أشهر بعد البدء، وأُقفلت الشركة. قرار مؤلم، شماتة من البعيد وعتاب من القريب ونصائح بالتمسك بالوظيفة. لكن هذا لم يقتل الحماس في أعماق نفسي. عدت لأحلل، أراجع، وأتبين وين الخلل. وهنا ابتدأت الرحلة.
جربت أفتح شركة ثانية. مجالها أوسع، تسويق عام. بس كنت أشتغل بجانب وظيفة، وما كنت أعرف أنظم وقتي. التنفيذ صار بطيء، والناس بدأت بالفرار. أقفلت الشركة الثانية بعد فترة قصيرة.
وقفت؟ لا. رجعت في نهاية 2024، وقلت بعقلية لاعب شطرنج مهووس: الآن وقت اللعب الصح. افتحت شركة استشارية وتسويقية متخصصة في قطاع الأغذية والمشروبات. تخصص وتمركز واضح، تركيز قوي على الجودة، هوية واضحة وخدمات مصممة بدقة وأسعار متوازنة. خلال أول شهر، وخلال يوم واحد في معرض القهوة والشوكولاتة بالرياض... حصلت على ثقة 23 عميل.
ليش؟ لأني تعلمت.
تعلمت إنك ما تقدم كل شي لكل الناس. تعلمت أن التنظيم ليس رفاهية، بل ضرورة. وتعلمت إن الفشل مو نهاية، بل بروفة للنجاح، وتعلمت أن العميل يحب القائد اللي يوجهه ويثق فيه كمستشار ودليل له في طريق النجاح.
يقولون: "الفشل ليس نقطة النهاية، بل هو نقطة انطلاق حاسمة نحو تحقيق ارتفاعات كبيرة." وأنا أقول: صح، بس بشرط. شرط إنك ما تكون نسخة مكررة من أخطائك.
وأعتقد أنه من اللازم نؤمن جميعاً ان الشخص اللي يقولك إنه نجح من أول مرة، غالبًا يا إنه ما جرّب بما فيه الكفاية، أو إنه خايف يجرّب على نطاق أكبر. واللي يخاف من الإخفاق ويتراجع، اختار الفشل بأم عينه.
الدرس باختصار:
الفشل لم يكن قط عيباً، لكن تكراره بذات الطريقة هو العيب بأم عينه. عقلية النجاح لا تبنى بالكلام... بل تبنى بالتجربة، بالإخفاق، وبالقيام بعد السقوط.
قبل أن تحاول مرّة ثانية، خذ نفس... واسأل نفسك: إيش اللي تعلّمته فعلًا؟