ليش أبطأت وتيرة قراءتي عنوة؟

رحلة طويلة مع عسر ليس بهضمي، ولكنه عسر القراءة

١٥ رمضان ١٤٤٦ هـ

فصول من حياتي

هل دائمًا كثرة القراءة تعني فائدة أكثر؟ وهل من يقرأ خمسة كتب شهريًا أعلم ممن يقرأ كتابًا واحدًا ببطء؟

كنت في وقت ما ألتهم الكتب التهامًا. تحديدًا في فترة كورونا، كنت أقرأ خمسة كتب أو أكثر بالشهر. شعور الإنجاز، وتكدس العناوين، كان يغذّي فيني وهم التقدم. بس بعدين؟

جاء عام 2022، ومعاه فتور غريب. صرت أقرأ أقل، أفهم أقل، وأستمتع أقل.

سألت نفسي: ليه؟ واكتشفت إني كنت أقرأ لأكمل، لا لأفهم. أجمع، لا أعمّق.

فقررت أبطئ… عمدًا.

بدأت أقرأ ببطء. أقلل من عدد الصفحات اليومية. أختار كتب خفيفة جنب الكتب العميقة. أمزج بين الرواية والمعرفة.

وربطت عادة القراءة بشيء أحبه: القهوة. صارت لحظة الصباح، مع كوب قهوة مقطرة باردة من محصول فاكهي، هي لحظة ثمينة في يومي. وصار عقلي يربط المتعة بالاستيعاب.

النتيجة؟ رجعت أقرأ. مو كثير… لكن بعمق.

اليوم، يمكن أقرأ كتاب كل شهر أو شهرين. بس أذكر كل فكرة. كل درس. كل جملة حرّكتني.

الدرس باختصار: القراءة ما تقاس بعدد الكتب. بل بما تبقى فيك منها. وأحيانًا، قراءة أبطأ…  فائدة أعمق.