فيديكس تخلع عباءة آمازون

عندما تكون التضحية كبيرة، ولكنها في سبيل البقاء

١١ رجب ١٤٤٦ هـ

التسويق

في قرار غريب ومستهجن من البعض، قامت فيديكس بإنهاء تعاملها كناقل رئيسي لشحنات أمازون !

أمازون لوحده كان يدر أرباحاً بقيمة 850 مليون دولار سنوياً لفيدكس، أي ما يعادل 1.5% من أربحاها وهو رقم ضخم جداً ! ليس ذلك فقط، بل الذي أثار الاستغراب أكثر هو عدم إصدار فيديكس بياناً يجيب على التساؤلات التي نشأت عن هذا القرار، بل كانت تتهرب من الإجابة، لكن إذا لم تجب فيديكس على تساؤلاتك فأنا من سيجيب عليها.

إذا كنت قد قرأت في السابق مقالي الذي تحدثت فيه عن زارا ونظام التسويق الرأسي الذي يقتضي بأن تكون الشركة مسيطرة على مكامن العملية التشغيلية دون وجود طرف ثالث وهذا ما فعلته زارا لتحقيق ميزة تنافسية، فهذا ما يعنيه قرار فيديكس والتي علمت بأن أمازون سيقوم عاجلاً أم آجلاً بالتحول إلى “زارا رقم 2” وينشئ شبكته اللوجستية الخاصة ويستغني عن شركات الطرف الثالث كفيديكس و UPS بهدف تحقيق ميزة تنافسية بتقليل تكاليف الشحن وتسريع وصول المنتجات للعملاء في ظل احتدام المنافسة في قطاع التجارة الإلكترونية، وكانت هذه الخطوة من فيديكس هي خطوة استباقية لمواجهة العجز الذي قد يسببه انسحاب أمازون المفاجئ في حال استمرت فيديكس بالتوزيع مع أمازون وزيادة حصته من أرباح الشركة، بالإضافة للتخلص من السلبيات التي يحتمها العمل مع أمازون مثل:

  • الضغط على شبكة التوزيع

  • إنخفاض أسعار الشحن

فالضغط على شبكة التوزيع الخاصة بفيديكس يجعلها تفقد عملاء آخرين مقابل العمل مع أمازون والتي بدورها تطالب فيديكس بأسعار خاصة ومخفضة على الدوام مما يعني هدراً للفرص لدى فيديكس.


الدرس باختصار:

في العديد من الأحيان يتطلب التوسع والنمو أن تأخذ خطوات للخلف وتستغني عما لديك لتتقدم وتحصل على ما هو أكبر.