لا تسعى للاحتكار

كيف تنافس بالطريقة الصحيحة ؟

٨ رمضان ١٤٤٦ هـ

استراتيجيات الأعمال

هل المنافسة تعني الغلبة ؟ وهل النجاح يعني الابتكار ؟ ألا يتسع المكان لغيرنا ؟

اليوم أحب أن أناقض أحد المفاهيم الخاطئة في عالم الأعمال عن المنافسة، وأحاول تغيير تلك النظرة السلبية من العين الضيقة للمنافس على أنه ذلك التهديد الأعظم الذي سينهي وجودنا، لا أعني أن عليك الاستنقاص منه والتتفيه من تأثيره، ولكن أعني أن علينا النظر إلى المنافس بعين الاعتدال والمنطق.

الأغلب يقاتل المنافس ويتبع خطة هدفها الإطاحة والإلتهام، ولكن الحقيقة بعيدة كل البعد والإطاحة في الغالب لن تكون جراء المنافسة الشديدة. السوق يتسع للجميع والمنافسة صحية وأمرٌ هام ومؤثر في السوق.

الاحتكار يا عزيزي القارئ زمرٌ ليس بصحيٍ أو مستدام، منافعه مؤقته وأضراره أكبر من فوائده للمستهل، المنافس، السوق، وحتى المحتكر نفسه ! الاحتكار يعني الجمود وقتل التطور ومعاداة العميل، فلا تظن أن احتكارك للسوق وأساليبك العدائية فيه ستعظم من أرباحك وستكون السبيل للديمومة. فكر بالمنافسة على أنها الخيار الصحي للاستدامة والبقاء، وأنها تطور من السوق وتفتح أبواباً من الفرص لم تكن لتُفتح إلا بالمنافسة. السوق يتسع للجميع ومن يعاي ليحتكر يعاديه الجميع ليسقط، فكر في العديد من الشركات التي عاندت بهدف الاحتكار وكيف كان انهيارها سريعاً ومدوياً، وحتى من لم ينهار أصبح مهمشاً لا يلتفت إله أحد.

لا أقول ذلك لإحباطك زو لأدفعك لتتخلى عن احتياطات، بل أقول ذلك لأساعدك علي الاعتدال في نظرتك للمنافس بأن تقرن الحذر منه بالتعلم منه أيضاً وتقبل فكرة أن السوق يتسع لكليكما، وأنه لا بأس في أن تسعى لتعظيم أرباحك وحصتك بأن تتميز عن المنافس وتذهب بعيداً لتحلق، ولكن مع احترام المنافس والعميل والسوق.

أيضاً أهدف لأعدلك عن فكرة سامة، لا تلعب لتكون الرقم واحد في السوق وفقط، الطموح جميل ولكن قد يتحول لغرور وبالتالي سقوط، دع طموحك يتمحور حول بناء عمل ذو قيمة وأثر، عمل مميز يعبر ويتحدث عن نفسه دون الحاجة للتحدث بصخب، فالجميع يكرهون المتباهين وذوي الأصوات الصاخبة المنادية بـ "أنا".

الدرس باختصار: لا تنظر بسلبية مفرطة أو غرور متعالي للمنافس، بل قف في الوسط ودع ما تقدمه من قيمة وأثر يتحدثون عنك.