فخ الاستدامة
هل الاستدامة تعني الثبات حقاً ؟
١٨ رجب ١٤٤٦ هـ
•
ريادة الأعمال

هل الاستدامة تعني أن تثبّت الوضع وتعيش على رتم واحد؟ هل الاستمرار كما أنت هو الحل للبقاء طويلًا؟
في كثير من الشركات، يُفسر مفهوم الاستدامة بشكل خاطئ. تصبح فكرة الاستدامة هاجساً يدفعنا للحافظ على كل شيء يجلب أرباحاً اليوم… لدرجة أننا ننسى الغد. لكن الاستدامة الحقيقية؟ هي أن نبني كياناً قادراً على التغيير والمواكبة… وقادراً على الابتكار والتفوق وليس فقط أن يعيش.
السوق يا عزيزي لا يتوقف. الأذواق تتغير، التقنيات تتطور، والسلوكيات تنتقل من هذا إلى ذاك. فإذا فكرت ببناء مشروع تجاري بهدف الثبات، لا يتحرك خوفاً من الخسارة، ولا يواكب بحجة الابتعاد عن المجازفة، فمصيره أن ينهار… ولو بعد حين.
ضع كوداك، نوكيا وبلاك بيري والعديد من الشركات غيرها، لم يكونوا ضعفاء، كانوا قادة القطاع يوماً ما. ولكن لأنهم آمنوا بمفهوم واحد فقط "يكفي أن نحافظ على ما يعمل اليوم لكي نعيش غداً"… لكن ما حصل أنهم لم أصبحو ذكرى، وعبرةً لغيرهم ممن لم يعتبر.
الاستدامة لا تعني التكرار. الاستدامة تعني المرونة… تعني الوعي… تعني التنبؤ. الاستدامة تعني إعمال العقل واستقراء المستقبل وتحفيز الابتكار وبناد الاستراتيجيات استعداداً لمواجهة ما سيأتي غداً. الاستدامة تعني إعادة التشكيل، سواءاً لمنتجاتك أو حتى إعادة تشكيل السوق الذي أنت فيه لتهيمن وتقود وتتطور أكثر فأكثر.
وفي النهاية من ينجو ليس ذاك الذي اختار الثبات. استطاع تغيير جلده دون إضاعة روحه وجوهره.
الدرس باختصار: الاستدامة الحقيقية ليست بالثبات. الاستدامة… حركة ذكية وتكيف مع التغيير. لا تربط البقاء بالتكرار. اربطه بالقدرة على التكيّف.