ماذا بعد الاستقالة ؟
طموحات مستقبلية
٢٦ شوال ١٤٤٦ هـ
•
فصول من حياتي

آخر مقال نزلته قبل شهر ونص واتكلمت فيه عن استقالتي من وظيفتي والأسباب اللي دفعتني لاتخاذ هذا القرار. بعدها اخذت عزلة جميلة طول هذه المدة للتأمل والتفكير بالمسيرة الجاية وحتى عملائي في شركتي أوكلت مهامهم لناس أنا أثق فيهم وأعتبرهم أفضل مني بالعمل.
مع بداية عزلتي بدأت أطرح أسألة كثيرة… كيف بكمل سعيي الجميل في هذه الحياة ؟ وكيف بعمر الأرض وأحسن من مجتمعي ؟ إيش المحطة الجاية ؟ وإيش اللي لازم أبنيه وإيش اللي لازم أتخلى عنه ؟، أسألة كثيرة وإجاباتها أكثر، لكن هذا اللي اخترته:
الوظيفة ؟
ما أحتاج وظيفة في مكان تقليدي لمجرد الراتب وبس، صراحة لو بفكر أتوظف راح أتوظف في مكان عنده رؤية وقيم تشبهني، مكان أقدر أتطور فيه وأبدع وأشوف ان فيه تقدير لعملي. لاني بصراحة اكتفيت من بيئات العمل التقليدية اللي تتفه من أهمية التسويق ككل، وبالتالي تتفه من قيمة عملي.
المجتمع ؟
حقيقة آخر مرة نفذت فيها مبادرة مجتمعية كانت قبل سنتين (٢٠٢٣) وهاذا شيء أشعر انه ترك في نفسي فجوة كبيرة وشعور بالذنب، لكن ما راح أجلد ذاتي لاني اعرف ان سنة ٢٠٢٤ كانت سنة استثنائية وعدت بحلوها ومرها، والآن في سنة ٢٠٢٥ راح أرجع للاتزان المثالي - بإذن الله - بين الربية والمجتمع من خلال ٣ محاور أو مشاريع رئيسية.
١. جرافيكيا:
قررت أرجع لجرافيكيا وأطورها أكثر (اللي ما يعرف جرافيكيا فهي مبادرة أطلقتها عام ٢٠٢١ بالشراكة مع مجتمع جوجل للمطورين بهدف تدريب المبدعين العرب على التصميم والتسويق) لكن هاذي المرة بحولها لشركة ربحية وتقدم اللي كانت تقدمه قبل كخدمة مجتمعية، ولكن بمصادر دخل ربحية حتى تمول مبادراتها ذاتياً، وبحاول من خلالها أركز على المهارات اللي أشوف عندي فيها ضعف أو شغف للتعلم أكثر (أفضل طريقة لاتقان أي شيء هو تعليمه للغير)
٢. أبيض:
براند من خلاله بشارك أنظمتي الشخصية على نوشن وباول أطورها أكثر وهذا شيء بيساعدني وبيساعد غيري، وببدأ حتى أطور أنظمة جديدة أغطي فيها أجزاء في حياتي كنت أشوف فيها نقاط ضعف من ناحية التنظيم والالتزام.
٣. ثقافة التسويق أم التسويق الاستراتيجي ؟:
خلال السنوات الخمسة الماضية كتبت مسودات لا نهائية لكتب عن التسويق والتصميم، وفي كل مرة أنهي فيها مسودة كتاب أكتشف اني كررت كتب موجودة بالفعل، ليش ؟ لاني كنت اكتب عن شيء الكل يعرفه والكلمل منه، شيء تقليدي ومكرر، وهذا شيء ما أبغاه نهائياً، ما أبغى أكرر الموجود على أرفف المكتبات، أبغى أغير فكر المسوق والمبدع العربي، أبغى أنقل علم وتجربة جديدة تصنع أثر، لذلك قررت أني هاذي السنة بطلع بمسودة كتاب يغير مفاهيم التسويق في العالم العربي، راح أركز على مشكلة وحدة "التتفيه من أهمية التسويق" وراح أكتب فيها وأبحث، وبشارك رحلتي على حساباتي في مواقع التواصل الاجتماعي، متحمس جداً لهذا المشروع، لكن قبلها ببدأ أشارك مقتطفات وأفكار محددة في Mini Books و Workbooks و Audiobooks وآخذ مجموعات محددة من المسوقين وأصحاب الأعمال واراجع معاهم مفاهيم الكتاب حتى أطلع بنتيجة أفضل وأشوف الموضوع من زوايا أكثر.
شركتي:
راح أركز في شركتي على تعميق الخبرة فيها بشكل أكبر، راح أركز على الجودة لا على الكم (عملاء أقل، جودة أعلى) أيضاً راح أحاول أركز على تنويع تصنيفات العملاء حتى أقدر آخذ نظرة أكثر شمولية على السوق اللي أنا متمركز فيه بشركتي (F&B)، أيضاً راح أركز قدر المستطاع علي المشاريع اللي أقدر أصنع فيها أثر وأقدر أبدع فيها، راح أختار عملائي بدقة شديدة، ما راح أقبل بأي عميل. بالنسبة للتوظيف ؟ ليش لا، ممكن أوظف ولكن بكون انتقائي جداً بالتوظيف، لان الموظف اللي راح أوظفه له حق علي، مو بس أعطيه راتب، لازم أصنع منه شخص أفضل مني حتى، راح أوظف عقل، ما راح أوظف يد تنفذ وبس… ممكن تكون أول تجربة لي بالتوظيف وبتعلم منها كثير، لكن مهي زول تجربة لي في الإدارة.
الريادة:
ليش ما يكون فيه ذكاء اصطناعي ناطق بالعربية ويسويلك جميع مهام التسويق من ابحاث السوق والكتابة الإعلانية وجداول المحتوى وخطط الحملات، إلخ… ؟
هذا الشيء اللي راح أشتغل عليه بشكل مكثف وأبحث فيه، بنسبة كبيرة ما راج أسويه لحالي بل مع شريك أو عدة شركاء، ترقبوني.
نفسي:
انك تشتغل بمكان ما يشبهك وتقضي فيه ٨ ساعات من يومك هو شيء مرهق للروح والنفس، وهذا الشيء اللي دفعني للاستقالة لاني انتقائي بعلاقاتي وأنشطتي وحريص على وقتي، وبالتالي راح أصير انتقائي حتى بالوظائف اللي أشتغل فيها أو العملاء اللي أشتغل معهم، راح أبدأ دايماً من مطلق الرغبة وليس الحاجة، الفرق شاسع، الرغبة تحط النفس وسلامها قبل كل شيء، الحاجة تخلي النفس في آخر السلم، وهذا شيء ما راح أقبل فيه، بمسح كلمة حاجة من قاموسي الشخصي واستبدلها بكلمة "رغبة" وبس.